هل المسيحية قابلة للتصديق؟
هل هناك أساس عقلي للإيمان بيسوع المسيح كابن الله؟ يجيب العلماء، ومعهم ملايين الأشخاص من طلاب وغيرهم على مرّ القرون، على هذا السؤال بقوة قائلين نعم . وحول هذا الموضوع يدور كتاب برهان جديد يتطلب قراراً للكاتب جوش مكدويل.
لقد خدم «جوش مكدويل» منذ عام 1964 كممثل متنقل للحملـة الجامعية العالمية للإيمان بالمسيح (Campus Crusade for Christ International)، ومن خلال شهادته وتعليمه الملهم قدم التنوير والتشجيع والمساعدة والتحدي أيضاً لأكثر من سبعة ملايين طالب وأستاذ في أكثر من سبعمائة جامعة في أربع وثمانين دولة. إن خبرة جوش كمتحدث في التجمعات الطلابية - من اجتماعات صغيرة وكبيرة، ومحاضرات ومئات الجلسات الإرشادية والمناظرات، بالإضافة إلى تخرجه بدرجة امتياز في معهد لاهوت تالبوت وأبحاثه المستفيضة في مجال البراهين التاريخية للإيمان المسيحى - هذه الخبرة أهلته بحق للحديث والكتابة عن مصداقية المسيحية.
يوماً سأل أحد الكتبة يسوع قائلاً: يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟ فأجاب يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى (مت 22 : 37، 38). لقد خلقنا الله قادرين على التفكير واكتساب المعرفة وتمييز الحقيقة. إن الله يريدنا أن نستخدم عقولنا.
يقول الرسول بطرس ناصحاً : « قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم » (1 بط 3 : 15).
ولهذا السبب تؤكد خدمة الحملة الجامعية للإيمان بالمسيح على أهمية تدريب المسيحيين على اختبار الحياة الفياضة المفرحة وتقديمها للآخرين، تلك الحياة المتاحة لكل من يضع ثقته في يسوع المسيح. لقد قامت معاهد تدريب القادة، والمعاهد الإنجيلية العلمانية، ومعاهد دراسات الكتاب المقدس، وغيرها من برامج التدريب، بإعداد مئات الألوف من الأشخاص حتى يقدموا أسباباً صحيحة مقنعة وأدلة تاريخية وموثقة لإيمانهم بيسوع المسيح.
على مدى خمسة وخمسين عاماً شاركت فيها المجتمع الأكاديمي في دراسة الأخبار السارة للمخلِّص، لم أقابل غير أفراد قلائل من الباحثين الذين اهتموا بدراسة أمينة لتوضيح البراهين الدالة على أن يسوع المسيح هو ابن الله ومخلص البشر وكانت نتيجتهم في النهاية هي إنكار تلك الحقيقة. وبالنسبة لي فإن الأدلة على ألوهية الرب يسوع المسيح هي أدلة قاطعة لأي باحث عن الحقيقة يتصف بالموضوعية والأمانة. ومع ذلك، فليس كل الذين من تحدثت إليهم قد قبلوه كمخلِّص ورب. ولا يرجع هذا إلى عدم قدرتهم على التصديق - بل ببساطة إلى عدم رغبتهم في ذلك.
فعلى سبيل المثال جاء أحد الأطباء النفسيين المشهورين إلى « أروهيد سبيرنجس » طلباً للمشورة، وكان هذا الطبيب في حيرة من أمره، ولقد اعترف صراحة أنه لم يكن يرغب أبداً في التفكير في المسيح كمخلِّص شخصي له خوفاً من اقتناعه بذلك وبالتالي سوف يتحتم عليه أن يغيِّر أسلوب حياته. ويعترف ملحدون آخرون منهم شخصيات معروفة أمثال «ألدوس هكسلي وبرتراند راسل» برفضهم للتدبر العقلي للحقائق التاريخية الأساسية لميلاد وحياة وتعاليم ومعجزات وموت وقيامة يسوع الناصري. وأما من قبلوه أمثال «أس. سي. لويس وس. إ. م. جود ومالكولم ماجريدج» فقد وجدوا الأدلة القاطعة التي دفعتهم إلى قبول شهادة يسوع المسيح الحقيقية عن نفسه ألا وهي أنه ابن الله وربهم ومخلِّصهم الشخصي.
إن الدراسة المتمعنة والمصحوبة بروح الصلاة للمادة الموجودة بين دفتي هذا الكتاب من شأنها أن تهييء القارئ لتقديم البشارة المفرحة بشكل مقنع وواعٍ. إلا أننا نود أن نقدم كلمة تحذير وتوجيه أخيرة وهي ألا يجب افتراض أن الشخص الطبيعي تساوره الشكوك بشأن ألوهية يسوع المسيح. إن السواد الأعظم من البشر بمختلف ثقافاتهم لا يحتاجون لإقناعهم بألوهيته أو باحتياجهم له كمخلص. ولكنهم بالحري يحتاجون لمن يخبرهم عن كيفية قبوله مخلصاً ورباً.
ومن ثم فإن الشخص المسيحي نفسه هو الذي سوف يجني الفائدة العظمى من قراءته لهذا الكتاب. إن هذا الكتاب يثبِّت إيمان القاريء في المسيح، وفي الوقت ذاته يقدم له البرهان الذي يمكنه من إعلان إيمانه بشكل فعال للآخرين.
ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً!
أجاب توما وقال له: ربي وإلهي!
قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا (يو 20 : 27 - 29).
وليـم ر. برايـت
رئيس ومؤسس الحملة الجامعية العالمية للإيمان بالمسيح
أروهيد سبيرنجس- سان بيرناردينو- كاليفورنيا - الولايات المتحدة
|