1(أ) مقدمة
من المفترض أن التوراة كتبت على يد موسى، غير أن الكثير من الفقرات التي تتعلق بموسى مكتوبة بضمير الغائب (الشخص الثالث) بدلاً من أن تكتب بضمير المتكلم (الشخص الأول)، علاوة على ذلك، لو أن موسى هو من كتـب التـوراة، فكيـف يمكنها أن تحتوي على سرد لقصة موته؟
2(أ) الافتراض الوثائقي
في الحقيقة أن مثل هذه التعارضات ما هي سوى إشارة إلى أن موسى لم يكتب التوراة.
3(أ) الإجابة الأساسية
يوجد بديلان جديران بالتصديق للرد على حجة ضمير الغائب (الشخص الثالث) الخاصة بالنقَّاد. كما أن قصـة موت مـوسـى لا تحتـاج بالضرورة أن تنسب إلى مـوسـى.
1(ب) ظاهرة الشخص الثالث (ضمير الغائب)
1(جـ) الإملاء المحتمل
من المحتمل أن موسى قد قام بإملاء كتابه إلى الكتبة.
يقترح هاريسون: «من غير المؤكد المقدار الفعلي لما سجله موسى بنفسه من المادة المكتوبة التي تنسب إليه. ومن المحتمل جداً أن تواجد ضمائر الغائب (الشخص الثالث) في أجزاء متعددة من الشرائع الموسوية إنما يشير إلى أن هذه الأجزاء قد تمَّ إملاؤها. ومن المحتمل تماماً أن العديد من الأجزاء الصغيرة أو المنفصلة في النصّ العبري كتبها الكهنة للحفظ ثم بعد فترة طويلة تمَّ تجميع أجزاء المخطوط ضمن بعض الكتابات الموسوية وتجمعت معاً في دَرج واحد.
وهذا سيكون متناسقاً تماماً مع الممارسات الشرقية القديمة، كما يؤكد
ويلسون:
إذا كان هناك من يعترض على ذلك، فهذا يعني أن حمورابي لا يمكن أن ندعوه مؤلف قوانين حمورابي التي سميت باسمه، إلا إذا كان قد كتبها بيده؟ وكذلك فإن النصب التذكاري الذي ينسب نفسه إلى حمورابي في الكلمات الشعرية في ختامه: «في الأيام القادمة، ولكل الأوقات المستقبلية ليت الملك الذي يمكث في الأرض يراقب كلمات البر التي كتبتها على نصبي التذكاري...» هل لنا أن نفترض أن موسى لا يمكنه أن يسجل أفكاره وأعماله وكلماته بنفس الطريقة التي عملها أجداده ومعاصروه وخلفاؤه؟ (Wilson, SIOT, 24-25)
2(جـ) من المحتمل أن موسى كتبها بضمير الغائب
ربما يكون موسى قد كتبها حقاً مستخدماً ضمير الغائب. وهذا لا يبدو غير منطقي على الإطلاق في ضوء حقيقة أن المؤلفين الذين تبعوه في العصور القديمة كتبوا عن أنفسهم، سواء جزئياً أو كلياً في ضمير الغائب.
يوسيفوس: حروب اليهود (القرن الأول الميلادي).
زنوفون Xenophon أنا باسيس (القرن الخامس ق.م)
يوليوس قيصر: حرب الغال (القرن الأول قبل الميلاد) (Kim, MAP, 23-24, Unger, IGOT, 265)
2(ب) موت موسى
إن قصة موت موسى هي إضافة لاحقة.
ينسب التلمود هذا القسم الذي يتعلق بموت موسى إلى يشوع. (Harrison, IOT,661)
ويقول أرثــر عن سفر التثنية:
«إن الأصحاح الرابع والثلاثين قد كُتب في فترة ما بعد موسى، طالما أنها تتضمن سرداً قصيراً لموت موسى، ولكن ذلك لا يشكِّل أدنى تهديد أو قلق بالنسبة لأصالة بقية الأصحاحات الثلاثة والثلاثين في نسبهم إلى موسى، لأن الأصحاح الختامي يزود فقط هذا النوع من النعي، والذي كثيراً ما يضاف للعمل النهائي لكتاب رجل عظيم». (Archer, SOTI, 224)
ويعالج ج.الــدرز في كتابه «مقدمة قصيرة للتوراة»، وجهات النظر المتنوعة بشأن قصة موت موسى المدوَّنة في الأصحاح 34 من التثنية. (Aalders, ASIP,105-10)
|